نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا أستاذة بإحدى المدارس الثانوية... تربطني علاقة جيدة بكافة المدرسات بل والطالبات، غير أنه توجد معلمة جديدة لا هم لها إلا نقل الكلام على وجه الإفساد...مما دفعني لتجنبها فأصبحت تتهمني بالكبر والتعالي على الآخرين..؟
الــــرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن المسؤولية التربوية أمرها عظيم وقد علم بالمشاهدة أن كثيرا من الطلبة إنما يتشربون ثقافتهم وسلوكهم وأخلاقهم مما يرونه مطبقا داخل مدارسهم..فمن واجب المعلمة أن تكون نموذجا في أخلاقها وسلوكها، ومن لا تكون قادرة على ذلك حري بها أن تبحث عن مجال عمل غير المجال التربوي حتى لا تكون سببا لإنحراف الأخريات، إذ الأصل أن ترفع منزلة الصروح العلمية عن الأحاديث والمشادات الجانبية التي لا تقدم فائدة للمتعلمين ولا تربي عقولهم ولا تشحذ هممهم، والله سبحانه وتعالى يقول:{يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن...}..مرحبا بك أيتها الأخت الفاضلة، ونضع بين يديك بعض النقاط لتجاوز هذه الحالة:
1) عليك بالتعامل اللبق مع جميع أخواتك، وإستقبليهن بالبشر والسرور، وليس من لوازم كل ذلك أن تجالسي من تغتاب وتقع في لحوم الآخرين أو تنقل الأخبار على وجه الإفساد.
2) العمل مع إدارة المدرسة على إشاعة جو الإحترام المتبادل، ويكون ذلك من خلال إقامة بعض الدروس والمحاضرات التي تستدعون لها بعض أخواتكم من خارج المدرسة.
3) اللوحات الإرشادية والدعوية لها أعظم الأثر وتمكن الإفادة منها على نطاق واسع ويكون ذلك من خلال إقامة بعض المسابقات عن محتويات تلك اللوحات فإن ذلك من دوافع قراءتها وتفهم معانيه والاستفادة منها.
4) النصح على إنفراد أمر مطلوب وإنما تقوم به من تثق بها من الأخوات المدرسات إذ نصحها واجب عليكم وتأثمون بتركه.
5) من تتمادى في نقل الأخبار على وجه الإفساد بين الناس يجب البعد عنها بعد القيام بحقها من النصح والتوجيه والموعظة.
6) عندما تكونين على الطريق المستقيم فلا تعيري إهتماما لما يقوله الآخرون من أمور أغراضها مشبوهة.
7) وعليك بتحذير الأخوات من هذا الداء حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة نمام»، ويقول صلى الله عليه وسلم «أنه رأى شخصين يعذبان في قبورهما أما أحدهما فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة»، فالواجب عليك أختنا الفاضلة الحذر من مجالس الغيبة والنميمة وإذا جلست في تلك المجالس، فأنكري عليهن وحذريهن من مغبة ذلك، وأخبريهن أن هذا لا يجوز، وأنه منكر، فإن تركن وإلا فقومي عنهن، ولا تجلسي معهن، ولا تشاركي معهن في الغيبة، ولا في النميمة.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة الإسلام.